الشقيقان من أساطير شرقية

الشقيقان

كان يا ما كان ...في قديم الزمان ...في قرية صغيرة وادعة يعيش أخوان .

ذات خريف جمعا محصولهما من القمح ,وقسّماه بينهما إلى قسمين متساويين،ولكن قبل أن يأخذ كل واحد منهما نصيبه إلى بيته خيّم عليهما الليل .

فقال ممو لأخيه الأصغر :عزيزي حسن :لم يكن الموسم وفيراًفي هذا العام فأخشى إذا نام كلانا أن يتعرض محصولنا للسرقة ،فما رأيك أن ننام بالدور ؟

قال حسن : حسناً ..نم أنت أولاً مطمئناً يا أخي وأنا سأسهر،وأقوم بالحراسة، وحين يغزوني النعاس سأوقظك.

نام ممو فترة قصيرة ،أثناءها حدّث حسن نفسه : (( إن عائلة أخي الأكبر كبيرة،وأولاده كثيرون )) ثم اقترب من حصته وملأ منها ثلاثة أكياس من القمح ، وأفرغها فوق حصة أخيه .

ولما شعر بالنعاس أيقظ أخاه ممو ، ليقوم بدوره بالحراسة ،وأما هو فغط في نوم عميق .

مرّ ممو من قرب كومة القمح مراراً، ثم قال في سريرته : ((ان شقيقي الأصغرلم يزل غراً، ولا خبرة له في التجارة فمن السهل خداعه في السوق ))

ثم عبأ أربعة أكياس من حصته هو ،وصبها فوق كومة أخيه الأصغر .

لم يكن بخافٍ على اللّه عز وجل ما فعله الشقيقان ، وما دام أنهما يحبان بعضهما بعضاً ،ويؤثر كل منهما أخاه على نفسه، لذلك زاد اللّه في محصولهما ثلاثة أضعاف . وعندما طلع الصباح ،صحا الأخوان من النوم ، وأبصرا حصة كل منهما قد زيدت فيها .

سأل ممو أخاه الأصغر : ما الذي جرى يا حسن ؟

ـ قمت في الليل أثناء نومك بتفريغ ثلاثة أكياس من حصتي فوق كومتك .

ـ وأنا أيضاً يا أخي أضفت إلى حصتك أربعة أكياس من نصيبي ...

سرّ الشقيقان وقال : (( مما لا ريب فيه أن اللّه تعالى هو الذي بارك في محصولنا ، وزاده أضعافاً ))

فمنذ تلك اللحظة أخذ الأخوان يعملن معاً بهمة وحيوية ، وكلاهما ثقة وتفاؤل .