من وراء محاولة إغتيال ابراهيم تاتلسس ؟
أبراهيم
تاتلس ذاك الفنان الكوردي الذي تعودنا على عزوبة صوته ورنات ألحانه والذي
لطالما أعتبرناه منبع لفض كل آيات عشقنا في صوته واغانيه التي ترسم لنا
تواريخ بين كل فترة عشناها في أيامنا.
كلنا علمنا إنه في شهر مارس
الماضي ان الفنان تاتلسس قد تعرض لمحاولة إغتيال من قبل جهات مجهولة، وحيث
إن الحكومة التركية في البداية قد إتهمت حزب العمال الكوردستاني بقيامهم
بهذه العملية في جريدة (حرييت) وبعدها نفى هذا الإتهام .
لكن
الجدير بالذكر والذي تم أخفاؤه عن الإعلام بإن تاتلسس وقبل عملية الإغتيال
بخمسة أيام قد عقد مؤتمراً صحفياً في مدينة أربيل في إقليم كوردستان وعزم
من خلال هذا المؤتمر بإنه سيجعل من هذه المدينة الكوردية لمنطقة تسمى (دبي
الثانية في الشرق الأوسط).
وأكد أيضاً على إنه سينقل معظم أعماله
العالمية والتركية إلى إقليم كوردستان وأصر على التكلم في هذا المؤتمر
باللغة الكوردية رغم وجود محطات عربية وعراقية وتركية، حيث إنه قد أخرج
البعض من مشاعره ****ة في ذاك المؤتمر الصحفي.
إذاً إن فكرنا
في إتهام حزب العمال الكوردستاني فهم لا ناقة له ولاجمل في أغتيال مثل هذه
الشخصية كونهم غير مهتمين بالشخصيات الفنية والإقتصادية. وإن فكرنا في
إتهام جهات إقتصادية عالمية ورجال عصابات غير معروفة ولها مطامع أو مصالح
في أغتياله أيضاً سنقول بإن الوقت الحالي لايناسبهم في إغتياله كون تاتلس
أصبح من الرؤوس الكبيرة في الشرق الأوسط وفقدانه قد يؤثر على مصالح بعض
الشخصيات الكبيرة الاخرى.
لكن
حين وردتنا بعض المكالمات الهاتفية من مدينة أسطنبول التركية والتي عرفنا
من خلالها إن بعض المحقيقين التابعين لوكلات خاصة غير حكومية قد أجروا
تحرياتهم في الأيام الأولى. وإن السلطات التركية منعتهم بقيام مهمتهم
الخاصة بذلك وأخبرتهم بإن هذا التحقيق سيكون على صعيد المخابرات التركية
فقط وإنهم سينشرون في الإعلام بكل جديد ولن يتوقفوا حتى إلقاء القبض على
الفاعلين. علماً إنهم ألقوا القبض على العشرات من المشتبهين بهم ولم يصلوا
لشيء حتى تاريخنا هذا.
لماذا تمنع السلطات التركية المحققين الخاصين بإجراء التحريات؟
ولما أتهمت في البداية حزب العمال الكوردستاني؟
ولما لم تأتي محاولة إغتيالة قبل مؤتمره الصحفي في أربيل؟
إن من مصلحة تركيا أن يبقى أبراهيم تاتلس في أحضان سياساتها التي تقف ضد الشعب الكوردي بشتى وسائلها القمعية.
ولانستغرب إن يكون وراء هذه العملية هي المخابرات التركية. كي يلقنوا درساً لتاتلس
ويصلوا رسالتهم إليه بشكل غير مباشر يبطن فيه عدم التدخل في تطوير إقليم كوردستان.
لا أحد من أطراف تاتلس صرح بشيء. ولا أحد من أقربائه أراد أن يتهم أحد.
فموضوع التعتيم الإعلامي على التحقيق قد نال جزء كبير من هذه القضية.
ولكن الأيام المقبلة ستظهر لنا حقيقة محاولة الأغتيال بحق تاتلس.
الجدير
بالذكر إن وسائل الإعلام التركية قد نشرت إن المغني التركي من أصل كوردي
إبراهيم تاتلس المشهور في كل منطقة الشرق الأوسط، يصارع الموت بعدما أصيب
برصاصة واحدة على الأقل في الرأس خلال محاولة اغتيال في اسطنبول.
وحيث
إن تاتلس البالغ من العمر 59 عاما قد تمت محاولة الاغتيال عندما كان يغادر
استديو تلفزيونيا ويهم بالصعود الى سيارة على ما ذكرت عدة صحف.
وأصيب
برصاصة واحدة على الأقل دخلت الجمجمة من الخلف واخترقت الجبين على ما قال
كبير جراحي المستشفى الذي أدخل إليه، بعد عملية جراحية استمرت 4 ساعات.
وقال
الجراح مالغار كوهاجاروغلو الذي أوردت تصريحه وكالة أنباء الأناضول «ان
حالته لاتزال في مرحلة الخطر الا ان وضعه تحسن منذ إدخاله المستشفى»،
موضحا ان الأطباء أوقفوا نزيفا داخليا.
وأشار الى ان تاتلس قد يبقى مشلولا في حال نجاته من الموت. وقرر الأطباء إبقاء تاتلس في غيبوبة في الساعات الـ 24 المقبلة.
وأصيبت بوكيتن كاكاجي ملحقة تاتلس الإعلامية برصاصة في العنق في محاولة الاغتيال.
وسبق
أن أصيب ابراهيم تاتلس وهو ومن سانليورفا في رجله عام 1990 برصاصة ايضا
وأفلت من دون ان يصاب بأذى ومن محاولة قتل عام 1998 على ما ذكرت صحيفتا
«حرييت» و«الوطن» التركيتان.