شاهد بال
اليرقة تتحول إلى فراشة
وفي الربيع تخرج يرقة من كل
بيضة وتبدو كالدودة ذات الأرجل. وهي لا تشبه أمها أو أباها... – ليس من حيث
المظهر الخارجي ولا من حيث المأكل ولا من حيث المحيط الذي تعيش فيه!
وتقضي
اليرقة معظم وقتها في تناول الطعام. وفي الواقع في تناول كميات كبيرة من
الطعام... هناك أنواع من الفراش يزيد وزنها بـ9000 ضعف خلال شهر! ولو نما
وتطور طفل معين مثل اليرقة، لأصبح وزنه كوزن الفيل خلال أسبوع. ومن الواضح
بالنسبة لكم أن هذا وزن كبير وضخم...
إن جلد اليرقة لا يكبر مع باقي
أنسجة الجسم، ولذلك تقوم اليرقة من فترة إلى أخرى بإزالة الجلد وتطوير جلد
آخر
أكبر من سابقه مكان الجلد القديم. ويطلق على هذه العملية اسم
الانسلاخ.
وبعد
عدة أسابيع، تأخذ اليرقة مكانـًا لها (على نبتة أو على الأرض، حسب نوع
الفراشة) ومن ثم تتحول اليرقة إلى خادرة. وفي هذه المرحلة تبدو الخادرة
وكأنها جسم صامت – علبة أو درنة (وهذا أيضًا متعلق بنوع الفراشة). فهي لا
تأكل ولا تتحرك من مكانها (لكنها كائن حي). وفي داخل العلبة تحدث تطورات
معينة وفي نهاية الأمر تخرج الفراشة من الخادرة.
حمراء أو صفراء، منقطة
(مرقطة) أو ذات رسم على الجناحين. لكل نوع هناك ألوان خاصة به.
هل تعرفون أن
هناك آلاف الأنواع من الفراش في الطبيعة؟
إن الفراشة البالغة لا
تأكل الأوراق مثل اليرقة. غالبية الفراش تمص الرحيق الحلو والمغذي من
الأزهار. وخلافـًا لليرقات، فإن الفراش البالغ يمكنه أن يطير وأن يجد
أزواجـًا. وبعد الإخصاب، تضع الأنثى بيضها. ومع حلول فصل الربيع، يخرج جيل
من اليرقات ليبدأ دورة
ة.
علاقات تعاونالعلاقات بين
الأزهار والفراش هي مثال جيد لعلاقات تعاون في الطبيعة:
فالأزهار تزود
الفراشات بالغذاء (الرحيق الحلو)، فيما يلعب الفراش دور المبعوث عند
الأزهار. وهؤلاء المبعوثون ينقلون غبار اللقاح الخاص بهم من زهرة إلى أخرى،
أي أنهم يقومون
بتلقيح الأزهار. وكي تتكاثر نبتة
مزهرة، فإن على غبار اللقاح أن يصل إلى
ميسم الورقة في زهرة أخرى. وفي
الوقت الذي تقوم الفراشة بامتصاص الرحيق من الزهرة، يعلق غبار اللقاح
بجسمها، وعندما تنتقل إلى زهرة أخرى فهي تنقل الغبار معها (دون أن تعرف،
طبعـًا...).