ذهب
مع كلبه للتنزه بعد أن دق رأس امه وزوجها
لم تختلج عضلة واحدة في وجه يورغن س. (53 سنة) وهو يهبط بمطرقة
ضخمة على رأسي أمه وزوجها، لكنه لم ينسَ في تلك الليلة "واجب" الخروج مع
الكلب في النزهة المسائية المعتادة التي كانت والدته تكلفه بها.
هذا، على الأقل، ما ذكره يورغن لدى مثوله أمام محكمة كولون، بغرب
ألمانيا، يوم أمس (الخميس)، بتهمة القتل المزدوج.
النيابة العامة تتهم يورغن س. بقتل أمه بمطرقة حداد كبيرة في مايو
(أيار) 2008 بينما كانت ترتب غرفة نومها في الطابق الأعلى، ثم قضى على زوج
أمه النائم في غرفة الاستقبال، بضربة مطرقة أخرى، قبل أن يخرج مع الكلب في
نزهة. وتعتقد النيابة العامة أن الابن قتل أمه بالمطرقة بسبب رفضها منحه
بعض المال، ثم واصل مسلسل القتل ضد زوج أمه لتغطية الجريمة الأولى. وكشف
التحقيق أن الابن، الذي يعاني من مشكلات اقتصادية، كان يعيش مع أمه وزوجها
بعد طلاقه من زوجته التي أنجب منها ثلاثة أطفال.
وأفاد مصدر في النيابة العامة بكولون أن المتهم غلف الجثتين بأكياس
النايلون وحفظهما لمدة أسبوعين في الغرفة العليا حتى لحظة كشف الجريمة، كما
أنه كان قد عمل طوال الأسبوعين للاستحواذ على ما في البيت من حليّ وأموال،
وكان يخطط للإعلان عن موتهما في الخارج لكي يستولي على الميراث والتقاعد.
غير أن خروج المتهم ـ المعترف بجريمته يوميا، كالمعتاد، مع الكلب في نزهة
صباحية وأخرى مسائية، هو ما أوقعه في قبضة العدالة، إذ كشف الجيران عن
تناقضات في أقواله عندما كانوا يسألونه عن صحة الزوجين وأحوالهما. وعندما
ساورت الجيران الشكوك بأمرهما أبلغوا الشرطة، وبخاصة لمعرفتهم أنه من أصحاب
السوابق.
هذا، وحددت المحكمة ثماني جلسات للانتهاء من القضية التي ينتظر أن تنتهي
بالحكم بالسجن مدى الحياة على المتهم. وتحدث الناطق باسم النيابة العامة
عن أن 28 شاهدا سيدلون بإفاداتهم أمام المحكمة، بينهم عدد من شهود الإثبات.