الفنان الراحل "عدنان دلبرين" كان وبلا شك من أبرز الفنانين في منطقة "عفرين" وأكثرهم شهرةً لما كان يتمتع به من صوت دافئ وحنون وملامسة أغانيه لمشاعر وأحاسيس الناس في المنطقة، والأهم من هذا وذاك قيامه بمساعدة الفقراء من خلال إحياء أعراسهم بشكل مجاني ودون أي مقابل فيما إذا عرف أن العريس فقير ولا يملك المال.
_15__07.jpg" border="0" alt=""/> |
وللتعرّف أكثر على شخصية "عدنان دلبرين" الفنية التقى مراسل موقع eSyria في مدينة "عفرين" بتاريخ 27/6/2009 بالمطرب الشعبي "أدهم عمر" الذي قال: «لقد كان الفنان الراحل "عدنان دلبرين" من الفنانين المتميزين في منطقة "عفرين" حيث كان ذا صوت متميز ونبرة حنجرة خاصّة ولا أعتقد أنّ تجربته الغنائية قد تكررت حتى الآن في المنطقة، وبعد وفاته في العام /1999/ غنى الكثير من المطربين أغانيه الجميلة وما زال الكثير منهم في ذلك الإطار حيث يغنون من الرصيد الغنائي الكبير الذي تركه».
«لقد كان فناناً ناجحاً لأنّ النجاح الفني برأيي هو تحقيق عدة شروط هي الرصيد الفني والصوت الجميل والكلمات الحلوة والألحان العذبة وقد حقق الراحل هذه الشروط في تجربته الفنية، إضافةً إلى قدرته على كتابة الكثير من كلمات أغانيه بنفسه وأحياناً ألحانها وبذلك دخول قلوب الناس من أوسع الأبواب».
وعن أنماط أغانيه قال: «لقد غنى الفنان الراحل الأغاني الفلكلورية والرومانسية وغيرها من الأغاني المحلية مثل التغني بنهر عفرين" وجبالها وطبيعتها، ومن الأغاني الفلكلورية الشهيرة التي كان يؤديها "زينب" و"عيشا إيبي" الجميلتين».
بعد هذا اللقاء السريع مع الفنان "أدهم عمر" زار مراسلنا منزل المرحوم في مدينة "حلب" وهناك التقى بأرملته "نديمة" وطلب منها أن تتحدث لقرائنا عن حياة "عدنان دلبرين" فقالت: «المرحوم كان اسمه "عدنان موسى" أما لقب "دلبرين" فله حكاية خاصّة في حياته، "دلبرين" كلمة
_15__07.image1.jpg" border="0" alt=""/> |
نديمة زوجة الراحل |
كردية تعني بالعربية صا
القلب المجروح وقد حكى لي قصة هذا اللقب ذات يوم، فأثناء أدائه لخدمة العلم في مدينة "القامشلي" جاءته برقية من أهله تفيد بأنّ والدته قد توفيت وظنّ "عدنان" بأنّ أقرباءه فعلوا ذلك قصداً كي يرجع إلى قريته لأنّه عندما ذهب إلى الجيش قال لأمه بأنّه لن يعود أبداً بسبب خلاف حول موضوع عائلي، ولكن في لحظة ما -وهو مازال في قطعته- قال لنفسه لماذا لا أسافر إلى القرية فقد يكون الخبر صحيحاً وعندما رجع إلى البيت تفاجأ بوفاة والدته، فذهب إلى قبرها وبكى طويلاً ومنذ تلك اللحظة سمى نفسه "دلبرين" (صا
القلب المجروح)».
«ولد "عدنان" في العام /1956/ في قرية "ديرسوان" التابعة لمنطقة "عفرين" من أبوين يعملان كباقي أبناء قريتهما بالزراعة ولم يكن وضعهما المادي على ما يرام، وقد قضى حياته الطفولية في قريته في ظل هذا الوضع حتى شب والتحق بالخدمة العسكرية التي قضاها في مدينة "القامشلي" الحدودية وذلك في أواخر السبعينات من القرن الماضي، وبعد تسريحه تزوجنا وكان ذلك في العام /1979/ وقد كان حينها في بداياته الفنية».
وتابعت بالقول: «في العام /1980/ أي بعد عام من زواجنا قرر أن يذهب إلى مدينة "حلب" ويستقر فيها بسبب عدم وجود عمل له في القرية ومنذ ذلك التاريخ انتقلنا فعلاً إلى "حلب" حيث تفرغ نهائياً للغناء، لذلك كان
_15__07.image2.jpg" border="0" alt=""/> |
عائلة الراحل |
الراحل يعتبر تاريخ مجيئه إلى المدينة نقطة مفصلية في حياته لأنه تعرّف فيها على الكثير من المطربين والعازفين مثل "عامر أبو النور" و"عثمان علي" وغيرهم».
«ثم بدأ بإحياء حفلات الأعراس في المنطقة فازدادت شعبيته يوماً بعد يوم ودخل قلوب الناس لأنّه كان يملك صوتاً جميلاً وروحاً مرحة، إضافةً إلى مساعدته الناس وذلك بإحياء الكثير من الحفلات المجانية لهم بمجرد معرفته بأنّ أهل العريس فقراء، فكان دائماً يسأل عن أحوال العريس المادية أثناء حجزه للغناء في أي عرس».
«لقد تحول منزلنا في "حلب" في تلك الفترة إلى مكان للبروفات قبل تسجيل أي من كاسيتاته في الاستوديوهات فقد كان يُحضر معه العازفين والملحنين إلى البيت ليسهروا في الكثير من الأحيان حتى الصباح وهم يتدربون على أداء الأغاني، والجدير بالذكر أنّ مجموع الكاسيتات التي أصدرها في حياته بلغت /8/».
وأضافت: «لقد شارك المرحوم في إحياء المئات من الحفلات الفنية في منطقة "عفرين" و"حلب"، وفي العام /1999/ سافر إلى "ألمانية" بدعوة رسمية من المغتربين العفرينيين هناك حيث أقام عدة حفلات فيها ولمدة شهر كامل وبعد عودته تلقى دعوة أخرى وهذه المرة لإقامة حفلة فنية خاصّة بمناسبة رأس السنة الميلادية في "اليونان" وقد قال لي حينها جهّزي نفسك لتسافري معي هذه المرة ولكن.. القدر لم يمهله لتحقيق ذلك».
وختمت "نديمة" -أم "رستم" كلامها لموقعنا بالتحدث عن اليوم
_15__07.image3.jpg" border="0" alt=""/> |
قبلة للفنان المصري أحمد بدير |
الأخير في حياة زوجها الراحل قائلةً: «لقد ذهب إلى منطقة "كفرجنة" لإحياء حفلة عرس وكان يرافقه أبننا "شيرو" وشقيق المرحوم وفي طريق العودة إلى "حلب" حوالي الساعة الحادية عشر ليلاً تعرّضوا لحادث سير مؤلم أدى إلى وفاته وكان ذلك بتاريخ 4/11/1999 أي قبل حوالي الشهرين من موعد سفره إلى "اليونان" لإحياء حفلة رأس السنة هناك، وقد شارك الآلاف من م
يه وعشاق فنه في مراسم دفنه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في قرية "ديرسوان" -"عفرين"».