صوت آخر من كوباني تعرفنا عليه وعرفناه هادئاً بطبعه بسيطاً في حياته اليومية. الموسيقى من خلال العزف والتلحين والدراسة، والغناء من حيث الأداء... هذا بالإضافة إلى مهنة الزراعة والبستنة..
. وعرفناه حاملاً الراية معتمدا على الموهبة والفطرة التي أجهضت نمطاً فريداً تطبع به... والى جانب ذلك يمارس نشاطاً خاصاً هو "اليوغا" إذ نراه كثير الاهتمام والبحث فيه. فكرة الاغتراب أو السفر لم تكن مطلقاً هاجسه, ي
مدينته وبيئته المحلية البسيطة، همه الموسيقى والغناء و
هما وهنا يقول: "أ
بت الموسيقى لأنها موسيقى ولم انتظر أبداً أي مردود أو شهرة أو ثناء" البداية كانت من خلال التأثر المباشر بالوالد (
ش دمر) الذي كان يعزف على آلة الناي ( بلور ) ويغني الفلكلور والتراث (مم آلان, جبري, منجولي....)وغير ذلك من الأغاني الفلكلورية المنتشرة آنذاكْ. الوسط الفني الذي عاشه صبحي دمر وهو صغير وتأثره بذلك من خلال الأب والأخوة الذين كانوا كذلك يتدرجون في سلم الفن سواء من خلال العزف أو من خلال الغناء، ساهم بشكل كبير في تحفيز تلك الموهبة الكامنة وتنمية فطرة
الموسيقى والغناء. بداية تعلم العزف على آلة الطنبور وهو لم يبلغ بعد العاشرة من عمره, وفي مدة قصيرة بات قادرا على أداء معظم المقطوعات التي يسمعها. في المدرسة تنبه المشرفون إلى موهبته، فكان أن أرسلوه إلى مسابقة المواهب الفردية في حلب والتي كانت تقام سنوياً وعلى مستوى المحافظات فحصل فيها على تقدير ممتاز. كان يتسمع إلى فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي ومحمود عزيز وتحسين طه وأيضاً كان يستمع إلى معزوفات جميل بشير الذي كان يرافق حسن جزراوي وكذلك أ
أغاني زكي موران وأورهان كينجباي..... وانتقل من
إبداعهم ونتاجهم إلى
الآلة التي يعزفون عليها ( العود) أي أن التأثير البالغ والدافع الأكبر جاءه لكي ينتقل إلى تعلم العزف على آلة العود هو هيامه وإعجابه الغير محدود بأولئك الفنانين.......... في بداية التسعينيات بدء بالتلحين, فلحن كاسيتاً ضم (12) أغنية تم تسجيله لكنه لم يوزع.... اختلط بالوسط الفني في كوباني وأحيا عدة حفلات شعبية، انتقل إلى حلب في محاولة لتعلم أصول الغناء والعزف الأكاديمي" فالموهبة والفطرة إن لم تثقل بالمتابعة والقواعد لا يمكنها الاستمرار والمواكبة" وخاصة إذا كنت تملك مشروعاً فنياً ترسم من خلاله للارتقاء بالموجود في محاولة لايلاد نمط خاص به تتجاوز الفكر الفني الشائع والمتكل أساسا على فكرتين: 1-الفلكلور والغوص في بحر تحديثه. 2-تقليد الغرب في النمط الموسيقي والفني الذي يسيرون عليه... في حلب تابع دراسته في معهد ( دار التراث العربي للموسيقى) يتعلم سولفج غناء وعزف لمدة ثلاث سنوات على يد عدة أساتذة منهم الأستاذ" عبد الرحمن جبقجي " الذي تخرج من مدرسة فريد وعبد الوهاب. فنال صبحي دمر شهادة دبلوم من الدار, ثم سجل في نقابة الفنانين بحلب 1996 كعازف ومغني... سجل ألبومه الثاني ولكن باللغة العربية ولم يتم توزيعه. بدء النشاط الإعلامي من خلال اللقاءات الصحفية مع الدوريات ومن خلال التسجيلات التلفزيونية في سوريا والعراق.....وفي لبنان أحيا عيد النوروز 1997 بتمويل من المرحوم رفيق الحريري في ملعب كورنيش المزرعة والحفل أذيع في تلفزيون المستقبل آنذاك, وكذلك زار مصر والأردن والعراق وليبيا وتركيا وأحيا العديد من الحفلات والسهرات الفنية والموسيقية... وزع ألبومه الثالث 2003 ( Zînê ) ومن خلاله أتته دعوة لزيارة تركيا وليحي فيها عدة حفلات ( اسطنبول, ازمير, اضنا) وفي العراق بالسليمانية سجل في أستوديو ( مركز دراسات الفلكلور الكردي) إحدى وعشرين أغنية باسم Deyşta sirocê ... حالياً يحضر صبحي دمر لتسجيل ألبومه الرابع في تركيا ( 12 أغنية ) وسيوزع قريباً...... الحداثة في الموسيقى أم العودة إلى الفلكلور يقول صبحي : الكثير من فنانينا يغنون الفلكور ويحاولون تحديثه أو غنائه كما هو, لكني أرى أن مغني الفلكلور قد أوصلوا الرسالة بنجاح وما علينا عمله هو أن نتابع في دربهم وليس العودة إلى غناء ما غنوه أو محاولة تطويره بلغة عصرنا. نعم لا يمكن مطلقاً تجاهل ما قدمه عمالقة الفلكلور( محمد عارف جزراوي، حسن جزراوي, كاوويس آغا, حسن زيرك, باقي خضو, مشو بكابور, محمد خليل غازي وغيرهم) ولكني أرى أن
|
41.JPG () |
05-07-2009 :53 PM |
|
|
الفلكلور يجب أن يبقى محتفظا برونقه, فالرسام الذي يرسم لوحة في زمن ما لا يمكن إعادة الرسم لنفس ال
ة بشكل أفضل في زمن آخر, فالألوان البيئة مثلاً تتداخل مع تلك اللوحة ومحاولاتنا لن تصل إلى ذلك المستوى.... الفلكلور لا يجب تحديثه بل يمكننا الاستناد عليه بفن أكثر التزاما نابع من بيئتنا المحلية، لا من بيئة غربية وهنا يتدخل التقليد الذي يقتل الطابع الأصلي. مغنوا الفلكلور أدوا الرسالة وعلينا نحن أن نتابع لا أن نعود بداعي التحديث والمواكبة... دائما يوجد هنالك من يرغب في أن نبقى ضمن قالب قديم وأن نعود إلى قديمنا دون التفكر في المواكبة ومحاولة التواجد في الساحة العالمية بفن يضاهي الفنون المختلفة, أين نحن وأين موقعنا في هذا العالم وهذه الحداثة؟ يتابع صبحي: أ
أن اصنع موسيقى وفناً يواكب الحداثة أي الخروج من قوقعة التكرار والفلكلور إلى فن أكثر جدية قادر على أن يحتل مكاناً له في الساحة العالمية, لست المخمول بأداء هذه الرسالة وحدي وإنما الجهود جميعاً يجب أن تتضافر في محاولة لبناء مدرسة خاصة ونمطاً أصيلاً نتكل عليه كأساس وننطلق في رحابه علنا نمهج ما نملك في سبيل إعادة البناء كي نتمكن من أن نتواجد في الساحة العالمية. إلى الآن لم يتمكن أيٌ من فنانينا سواء أكان في الخارج أم في الداخل من أن يكون بتلك الصفة، فيما نرى الكثيرين من الذين كنا نسبقهم ثقافياً وفنياً استطاعوا بفضل الجهد والعمل وتفهم الدور الصحيح، استطاعوا أن يتواجدوا. علماً أنهم لم يغنو الطابع الغربي وإنما غنوا أغاني نابعة من بيئتهم متكلة على ثقافتهم, ونذكر على سبيل المثال من الوطن العربي مثلاً عمرو دياب , الشب خالد ومن تركيا تاركان......وغيرهم. ورغم كبر الطموح وصعوبته لكنها غاية يجب على جميعنا تحمل مسؤولية بلوغها, للأسف بعض فنانينا حاولوا ذلك واعتمدوا الغناء بداعي العالمية لكنهم خسروا هويتهم ولم يربحوا العالمية.....لأنهم اعتمدوا على بيئة أخرى بعيدة كليا عن البيئة الأصلية فننا يجب أن يكون منتج ووليد بيئتنا وليس ناتج من تقليد ثقافة غربية. الحداثة ليست في الصرخات أو الإيقاعات أو في الجاز أو الصرعات وإنما هي إنتاج فن مرتكز على أسس صحيحة نابع من بيئة واقعية نعيشها ونطورها، فكما الصناعة والتكنولوجيا تتطور الموسيقى أيضا تتطور. الموسيقى لغة العالم والعالم بات قرية صغيرة وهنالك إعلام عالمي يجب علينا أن نجاريه وان نبحث فيه عن مكان لنا وتغيبنا عن تلك الساحة لهو دليل على عقم نتاجنا وشلل فكرنا. نعم نحن نمتلك مخزوناً هائلاً من التراث والفنون والظروف السياسة تراكمت لتفلج قدرتنا على المتابعة والمواكبة لكننا نمتلك مفاتيح العمل والنشاط ويجب أن نحاول استعادة دورنا وان نواكب كل هذه التغيرات... ليس في الشرقية والتطبع الشرقي نقص أو ضعف, كل الحضارات ومعظم الفنون والآلات الموسيقية ظهرت فيه, شرقنا غني جداً ولكنه يحتاج إلى إعادة تهيئة وإعادة البناء بشكل فيه نتمكن وبشرقيتنا من أن نواجه ذلك المد الجارف للغرب بكل أشكاله.... نحن شرقيون ويجب أن نتباهى بذلك وان ننطلق من شرقنا كما هم انطلقوا، وان نطور فننا، لا أن نأتي بثقافات تقليد ونوزعها ضمن قالب شرقي أو أن نقدم ثقافتنا ضمن قالب غربي وكما قيل ( الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيا). السلم الموسيقي الشرق أوسع مدى من الغربي وأكثر قدرة على الأداء. الأبعاد في السلم الموسيقي الغربي كاملة وثابتة أما في الشرقي فإنها أوسع مجالاً بدليل أن سلم الموسيقى الشرقية فيه أرباع العلامة وهذا ما لا يوجد في الغربي. مجاراتنا للإعلام العالمي ليس بتقليده وإنما بالدخول بفننا الشرقي المطور إليه......... الموسيقى الإيرانية والهندية تجاوزتا تلك المعضلة وتمكنوا من احتلال حيز لها ضمن ذلك الإعلام..هم غنوا بيئتهم وطابعهم ولم يتوجهوا إلى التقليد. إن تمكنا من تجاوز تلك المعضلات واستطعنا التحرر من التطبع المذهبي والسياسي والولاءات، أي حررنا الفن من قيوده الكثيرة فأظن أننا عندها سنكون قادرين على استعادة دورنا كفانين قادرين على النهوض بذلك الجانب الهام من الحياة, فالموسيقى تبقى اللغة الموحدة للعالم........... ال
المصغرة لل
المرفقة
|
41.JPG () |
05-07-2009 :53 PM |
|
|
|
46.JPG () |
05-07-2009 :54 PM |
|
|
|
41.JPG () |
05-07-2009 :53 PM |
|
|
|
46.JPG () |
05-07-2009 :54 PM |
|
|
|
27.JPG () |
05-07-2009 :52 PM |
|
|