السرقة المسلحة في المغرب تسوّل بالإكراه

زائر

السرقة المسلحة في المغرب تسوّل بالإكراه

29.10.2009

برزت في عدد من المدن المغربية ظاهرة السرقة المسلحة من قبل أفراد او عصابات تتحين الفرصة بضحاياها لتنقض عليهم، وهي وجه آخر للتسول الذي يرى كثير من المغاربة أن سببه الفقر والبطالة وطالبي الهجرة من الأفارقة الذين يتخذون المغرب ممراً نحو أوربا. التحقيق التالي للزميلة صبيحة شبر يتابع ظاهر السرقة المسلحة في المغرب.

صبيحة شبر من الرباط: يختار النشالون ضحاياهم ممن لا يستطيعون الجري السريع في الشوارع، وهم عادة من النساء الأنيقات، اللاتي يحرصن على ارتداء الكعوب العالية، مما يجعلهن لا يقدرن على الركض السريع، ومن كبار السرقة المسلحة في المغرب تسوّل بالإكراه Sila7-77

السرقة المسلحة في المغرب تسوّل بالإكراه Sila7-77

السن، الذين عركتهم الحياة، وظهر تعب السنين واضحا على محياهم، وبدت أعراض أمراض الضغط والقلب فيسيرون الهوينى، محاولين إبعاد الانفعالات لأنها تودي بصحتهم، ويتصفون باجتناب روح المغامرة، والجري وراء اللصوص مهما كانت البضائع التي جنوها من غاراتهم السريعة غالية الثمن، كما إن البنات الصغيرات والأولاد في سن الطفولة، يشكلون نسبة عالية ممن توضع عمليات النشل السريع،والسلب المنظم أمام طريقهم، فلا يستطيعون التصدي لها بسبب قلة تجربتهم، ولأنهم عزل بينما النشالون يحملون السلاح..، و يحرص النشالون على أن تتم عملياتهم في أزقة لا يتوفر فيها الناس بأعداد كبيرة، وفي أوقات لا يكثر فيها الخروج من المنازل وهي أوقات الظهيرة حيث يتناول الجميع طعام الغداء، وفي ساعات متأخرة من الليل عندما يأوي الأشخاص إلى الراحة بعد عناء عمل مضن..

غارات ملء السمع والبصر

حكايات حزينة، وقصص يرويها لإيلاف أناس مع شعور بالغصة رهيب،عن عمليات سلب تعرضوا لها، ذهبت أموالهم، وبقيت حيواتهم، وصحتهم بتوفيق الله،

(فراس :63 عاما) يحدثنا : في سوق ( السويقة )الكبير، كنت أسير والأكياس الثقيلة في يدي، رن الهاتف معلنا عن مجيء رسالة سريعة، وضعت الأكياس على الأرض، وأخرجت هاتفي المحمول من جيبي الداخلي، قربت الهاتف من عيني، لأرى من المرسل، وكنت قد وصلت إلى أحد الأزقة الضيقة، أحاط بي رجلان، حذرني أحدهما من الكلام، وأسرع الثاني وخطف مني الهاتف، وهرب سريعا، هنيئة استبدت بي الحيرة، لكني تنبهت إلى ضرورة عمل شيء، فأسرعت خلف الشخص الهارب، دخل زقاقا فرعيا آخر، دخلت خلفه، لم أجد أحدا هناك، سألت بعض الأشخاص المتجمعين:

هل رأيتم شخصا يجري هنا ؟
أجاب الجميع بالنفي، عدت أدراجي

ماذا سرقوا منك ؟
أكد لي الجميع خطأ ركضي خلف السارق، إذ أنه يكون غالبا مسلحا، والضحية أعزل...

طالبة الماجستير ( س :30 عاما) روت قصصا كثيرة،عن محاولات للنشل، تعرضت لها،يئدها أبناء منطقة السكنى : كانت الساعة التاسعة ليلا، وأنا أقف قرب كشك بائع الصحف، أقرأ عناوين الأخبار، أخرجت الهاتف المحمول لأرى من اتصل بي، أمسكني شخص من الخلف، تكلم معي بما لم أفهمه، ظننت أنه أحد أعرفه، خرج صا

الكشك، وأخبرني إن الله أنقذني من براثن شخص مسلح،كان ينوي سلب ما أحمل من نقود، ولم أكن أملك سوى الهاتف المحمول..

السيدة (ع 55 عام ): كنت،حمل ما ابتعته من حاجات، وصلت إلى الزقاق الذي يقع فيه منزلي، أخرجت المفتاح من حقيبتي اليدوية، فأمسكت يدي يدان قويتان

هات هذه الحقيبة
.....
- بسرعة، لا تتكلمي
فتش الحقيبة ووجدها تخلو مما كان يبحث عنه:

هات الهاتف المحمول والنقود
ليس معي
سأفتشك، وان لم أجد أقتلك بهذا السكين.
فكرت أن أصرخ طالبة النجدة، لم يخرج صوتي، وكان الأولاد قد غادروا المنزل إلى أعمالهم

الطبيب ( ل :45 عاما) قال انه كان يجهز سيارته، متوجها إلى عيادته، حين وجد جاره محصل أثمان الكهرباء والماء، سائرا على قدميه، عرض عليه ان يوصله بسيارته، فأبى مبديا ان صحته تتطلب السير، لم يكد يشغل السيارة، حين وصلته صرخة الجار :

النجدة
أسرع خلف اللص، دخل في أحد الشوارع الخلفية، وحين دخل الطبيب وراءه كان قد اختفى مع محفظة تحمل كل ما حصله الجار بجهد ذلك اليوم

الظرف ليس متعذرا

كان الطفل أحمد 10 سنوات يرتدي ملابس جديد

ة، عاد بها أبوه من سفرته التي امتدت شهرا كاملا، وهو فرح مسرور يتقبل التهاني بالملابس ال جديد

ة والثمينة، جاءه رجل كبير، وخاطبه غاضبا:

لماذا ترمي الحجارة على نوافذ منزل جارتنا، فت****ر الزجاج ؟
لم افعل
السيدة جارتنا تقول انك فعلت، يبدو انك صادق، تعال ودافع عن نفسك أمامها
يقود الرجل الطفل إلى زقاق فرعي، خال من الناس، ويخرج له سلاحا:

هيا بسرعة، أخلع ملابسك، القميص، السروال، الحذاء، الجواريب، والملابس الداخلية
حين رأى الطفل منكمشا

ضع عليك التبان فقط
عطف وطيبة قلب

بعض عمليات النشل المسلح لات خلو من لمسات حانية، يبديها النشالون نحو الضحية، فطالبة الثانوية ( ن 16 عام) تعرضت لمن يحمل سلاحا، ويأمرها أن تعطيه ما تحمل من نقود، حين رفضت الانصياع للأمر، صفعها النشال على وجهها صفعة قوية، أسقطت المحفظة المدرسية من يدها، بحث فيما بين الكتب والدفاتر، عثر على بعض النقود :

كيف تكذبين ؟ وهذه معك ؟
إنها ثمن الحافلة، منزلي بعيد، استقل سيارة الأجرة ذهابا وإيابا
خذي هذه
وضع الرجل دراهم معدودات في يد الضحية، قائلا :

هذه للحافلة
وربة البيت ( ق 46 عاما) أبدت تعاطفا من الحالة المؤسفة، التي دفعت النشالين إلى اتخاذ الاعتداء على ما يملكه الناس،مهنة لهم، وهي ترى إن بعضهم يتميز بالطيبة والحنان، فحين هاجمها أحدهم وكان مسلحا، واخذ ما عندها من نقود، أعاد إليها ثمن الخبز والحليب، مبينا إن من حق أولادها إلا يحرموا من الطعام....

حق الجار والصديق

تعرضت المحامية ( أ :32 عاما) إلى حادث اختطاف حقيبتها اليدوية، حين كانت تسير في وقت الظهيرة،بزقاق خال من المارة، أمور عديدة تشغل فكرها، انتبهت إلى شيء حاد،يقطع حقيبتها اليدوية ويهرب سريعا، لم يظفر اللص بالشيء الثمين، دراهم معدودة، ومفاتيح لا تفيده بشيء وبطاقة الحالة المدنية...

فوجئت المحامية برسالة موضوعة في صندوق الرسائل، في عمارة سكناها، خالية من العنوان، فتحت الرسالة لتقرأ الكلمات الآتية

" اسمحي لي سيدتي، لم أكن أعرف انك جارة أخي، عرفت عنوانك من بطاقة التعريف، أبدي أسفي الشديد، وأعيد إليك بطاقتك مع سلسلة المفاتيح، فأنا أعرف حقوق الجار)

أبدى الطالب( ن14 عاما) استغرابه، فحين كانت ساعته ال جديد

ة تزين معصمه، وكان يسير وحيدا في زقاق، يخلو من الناس، مرت بجانبه دراجة بخارية مسرعة، وخطف سائقها الساعة من اليد، جرى الطالب خلف الدراجة، من البداهة انه لا يمكن له ان يلحق بها، فسرعته اقل من سرعة الدراجة بكثير، عاتبته أمه حين أخبرها بالحادث، وطلبت منه ألا يجري خلف اللصوص بعد اليوم، لئلا يتعرض لخطرهم، فهم مسلحون غالبا، فوجئ الطالب بأحد زملائه،في الصف يعيد إليه الساعة، مخبرا إياه بعدم معرفة سائق الدراجة كون الطالب يدرس معه في صف واحد..

نشل سريع ومدروس

قصص كثيرة يرويها أشخاص عديدون تعرضوا لسلب سريع منظم، ونشل مدروس، عمليات كثيرة تجري على مرأى من الناس، دون أن يتدخل أحدهم،لنجدة الضحية المتعرض لعمليات السطو، وكون التدخل يحدث في حال معرفة الضحية يبين لنا، إننا قوم ما زلنا بدو في تفكيرنا وإننا لا نتحرك للمساعدة الا حين نعرف من هو الضحية، إن كان جارا أو صديقا لأحد الأصدقاء، فأين تماسك المجتمعات وتعاونها في إعادة الحقوق المسلوبة، ولماذا لا يتم التحرك لإطفاء النار المشتعلة، إلا حين إدراكنا إنها سوف تصيبنا بأضرارها، وكيف يمكن لنا ان نتصدى لمن يهاجمنا او ينوي الأذى لنا مجتمعين ؟ ولماذا هذا الشعور بالرعب الذي يهيمن على النفوس حين يكون اللصوص مسلحين ؟ ألا يجدر بنا جميعا أن نتعاون لإماطة اللثام عم الأمراض التي تفتك بسعادتنا وتعرض سلامتنا إلى الخطر؟

» القبض على 16 سعودياً بتهمة الدعارة في المغرب
» قاض يعاقب "طفل" بكتابة بحث عن دوافع السرقة
» تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل قتل شخصين بالرصاص بهدف السرقة المغدور الاول من عفرين والمغدور الثاني من عين العرب
» طنجة: مصرع ثلاث نساء ذبحا بحي اسمه البرانص ((المغرب ))
» حصريــا - تامر حسنى واغنية Just Peace - من حفلة المغرب H.Q 320Kpbs