توقعت وكالات الاغاثة وجهات رسمية ارتفاع عدد ضحايا
زلزال هايتي الى أكثر من ضحايا التسونامي الذي ضرب جنوب آسيا منذ خمسة أعوام وخلف نحو 250 ألف قتيل.
والى حدود أمس فإنه لم يعرف على وجه الدقة عدد ضحايا الزلزال غير ان
تقديرات أولية تحدثت عن إحصائيات تجاوزت المائة الف ضحية وهي أرقام مرشحة
للزيادة في الأيام المقبلة وقد تتجاوز اعداد ضحايا أمواج المد في جنوب
آسيا عام 2005 ما يجعلها أكبر كارثة في القرن الحالي.
وتنتشر المخاوف بوجود عشرات الآلاف من الأشخاص أحياء وميتين تحت
الانقاض بعد الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر والذي ضرب
العاصمة بورت او برنس الثلاثاء.
ولم تظهر إشارات على عمليات إنقاذ منظمة للمحتجزين تحت الانقاض أو
انتشال الجثث كما أن أطباء هايتي وهي افقر دول نصف الكرة الغربي ليس لديهم
المعدات اللازمة لعلاج المصابين.
وهام عشرات الالاف من مواطني هايتي المذهولين على وجوههم في العراء
وهم ينت
ون في شوارع بورت او برنس بعد يوم من الزلزال أملا في الحصول على
مساعدة.
ولاتزال الجثث ظاهرة في أنحاء المدينة.. تحت الانقاض وعلى جانب الطرق
وفي شاحنات تنقل اليها بينما وضعت جثث أخرى في ملاءات وأغطية. وسمعت أصوات
صرخات من تحت الانقاض.
ومع استمرار التوابع في العاصمة المدمرة حاول السكان إنقاذ المحاصرين
تحت الانقاض وكافح رجال بمطارق لازالة كتل أسمنتية بحثا عن ناجين.
وقالت الأمم المتحدة التي دمر الزلزال مقرها المكون من خمسة طوابق في
بورت او برنس إن 16 على الأقل من أفراد بعثتها لحفظ السلام في هايتي
وعددهم تسعة آلاف شخص لقوا حتفهم في الزلزال بينهم 11 جنديا برازيليا فيما
احصت اكثر من 200 في عداد المفقودين.
وقال الرئيس الهايتي بريفال إن رئيس البعثة التونسي هادي عنابي توفي في الزلزال لكن المنظمة الدولية لم تؤكد هذا الأمر.
وسوى الزلزال بالأرض القصر الرئاسي الابيض في هايتي ومن حسن حظ
الرئيس بريفال وزوجته أنهما لم يكونا فيه فيما بقي رئيس مجلس الشيوخ من
بين المحاصرين تحت أنقاض المبنى.
وكان مركز الزلزال على بعد 16 كيلومترا فقط عن بورت او برنس. ويعيش
نحو أربعة ملايين شخص في المدينة والمنطقة المحيطة بها والتي ضربتها توابع
لزلزال وصلت قوتها إلى 5.9 درجة. وقطعت الاتصالات العادية في المدينة
وأغلق ركام وأشجار طرقا وتقطعت الكهرباء كما نقصت إمدادات الماء.
وكانت إشارات المرور التي تعمل بالطاقة الشمسية هي مصادر الانارة الوحيدة في شوارع بورت او برنس.
وبدا أفراد بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في هايتي متأثرين
بضخامة مهمة الانتشال التي تنتظرهم بالنظر الى حجم الدمار الرهيب الذي يعم
المنطقة حيث من المتوقع استمرار عمليات الحفر عدة اسابيع.
وصرح مسؤولون من الأمم المتحدة الخميس بأن المنظمة بدأت في توزيع المساعدات الغذائية على نطاق ضيق في هايتي.
واعترف تشارلز فينسنت، المسؤول في برنامج الأغذية العالمي، أن الغذاء
الذي سيتم توزيعه على الآلاف، ليس إلا "نقطة في محيط" مقارنة باحتياجات
الشعب في هايتي، إلا أنه أكد ان هذا ليس إلا بداية وسيتم تعزيز جهود
الإغاثة وتوسيع نطاق العمل خلال الأيام المقبلة مع تدفق المساعدات إلى
البلاد.
وبدأت المساعدات الدولية بالفعل بالتدفق على هايتي من دول آسيا
وروسيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة وعدد كبير من العواصم العالمية
عبر الطائرات والسفن.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان ادارة اوباما
ستقدم معونة طويلة الاجل لمساعدة هايتي على التعافي من الزلزال المدمر.
وحذر مكتب التحقيقات الفدرالية في نفس الوقت من ظهور بعض الأشخاص الذين
قد يحاولون القيام بعمليات احتيال على الانترنت بغية كسب الربح من
التبرعات لصالح ضحايا الزلزال المدمرالذي ضرب هايتي.
وأعلن وزير الهجرة الفرنسي إريك بيسون أن بلاده أوقفت ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من هايتي بسبب الزلزال.
وكانت فرنسا قد أرسلت بالفعل الى مستعمرتها السابقة عدة طائرات نقل عسكرية وعشرات من عمال الإنقاذ.