روهلات للموسيقا ترحب بكم
عزيزي الزائر يرجى التسجيل في المنتدى لكي تستطيع الرد أو إضافة المواضيع و لكي تجد كل جديد في إيميلك الخاص قم بالتسجيل في منتديات شروق الشمس روهلات . (ولكم جزيل الشكر) مع تحيات روهلات للموسيقا
روهلات للموسيقا ترحب بكم
عزيزي الزائر يرجى التسجيل في المنتدى لكي تستطيع الرد أو إضافة المواضيع و لكي تجد كل جديد في إيميلك الخاص قم بالتسجيل في منتديات شروق الشمس روهلات . (ولكم جزيل الشكر) مع تحيات روهلات للموسيقا
روهلات للموسيقا ترحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
روهلات للموسيقا ترحب بكم

 
الرئيسيةالرئيسية  صفحة روهلاتصفحة روهلات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الشجن الثقافي الكردي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
AZAD
¤®§(§ المدير العام للمنتدى §)§®¤
¤®§(§ المدير العام للمنتدى §)§®¤
AZAD


عدد المساهمات : 1494
تاريخ التسجيل : 16/01/2010
العمر : 36
الموقع : WWW.ROHLATMUSIC.COM

الشجن الثقافي الكردي Empty
مُساهمةموضوع: الشجن الثقافي الكردي   الشجن الثقافي الكردي Icon_minitimeالإثنين فبراير 01, 2010 10:13 am

صَبَوَات
(ساعتان من الفردوس المتواصل)
أكراد يعشقون على الطريقة الهندية؟
رح للسطح، وتفرج على أنوار ماردين
سحرتنا السينما الهندية الاستعراضية الرومانسية في السبعينات من الألفية الثانية، أركبتنا في عربات من النايات والطبول، أنبتت لنا ريشاً وأجنحة ايكاروسية. همنا بها لأنها كانت تشبهنا وتماثل حياتنا البسيطة، الحكايات التي ترويها صوراً
بالألوان والأنغام والأملاح المعدنية، نفهمها، نهاياتها السعيدة داوت
بداياتنا التعيسة، مصادفاتها تشبه أقدارنا التي لا تنجيها إلا مصادفات، في
لغتهم مفردات كرديّة: دل، ديوار، جان، دوست... ومفردات عربيّة: محبة،
شكرا، شراب، خطوبة، سفر، خبر، نظر، مقدر.. مشاهدها الفردوسية تشبه
الأحلام: خضرة ومياه ووجوه حسان.. (الوجوه الحسان لنجوم الفلم فقط؟)
الأغاني يؤديها الممثلون، بحركات ورقصات صارخة ربما لتأكيد نسبتها إليهم؟
فالأغاني لمطربين في الظل، الهنود (فحول) في الموسيقى والغناء. للمطرب
محمد رفيع، على سبيل المثال، ستة آلاف أغنية ولحن؟! الهنود (يرون)
موسيقاهم عبر أفواه ممثلين وسيمين. يمكن وصف أغاني أفلامهم بأنها أغاني
فيديو كليب مبّكرة.. كنا نستمتع بسينما الكاوبوي والأفلام الأسطورية
المقتبسة من التراث الإغريقي أو
أفلام ماشيستي وطرزان إلا أن الأفلام الهندية بقيت في الصدارة، نحبّها ويحبّها أخوتنا وآباؤنا وأمهاتنا أيضاً. لم تكن الأفلام وحدها رومانسية، حياتنا كانت كذلك: النهر يجري، وله ضفاف؟ وفيه رمل وأسماك وسلاحف وضفادع وأفاعٍ مثل كل أنهار الدنيا؟!! في تلك الأيام كانت أعداد السنونو أكبر،
وصفيره قبل الغروب، سمفونية مسائية. عصافير أشجار الكينا العالية والكثة
تزقزق في مهرجان مسائي دائم.. البلدية، البلدية الحكومية!! في تلك الحقبة
كانت رومانسية؟؟ كانت ترسل صهاريج من الماء لرشها في الشوارع وبلّها
للمشاوير الشبابية!! ترشها قبل الغروب
، تمهيداً
لغسل يوم قاس من الحر والصهد.. عروض الشرطة الصباحية كانت صريحة وتؤدى
بشفافية أمام باب مدرستنا كل صباح: استعد.. استرح.. نتفرج على حركات
الشرطة المضحكة، التي تشبه حركاتنا نحن التلاميذ، تلاميذ
َ كباراً كانوا لكبيرهم النقيب... أعزّ صداقات صباي كانت مشفوعة بهوى الأفلام الهندية، نجتمع أنا ومانو وشمسو، وأنا ودلو بشكل مستقل، يومياً، مثل منظمة سريّة، ليس لها أهداف سوى حبّ الأفلام الهندية والحديث في سيرتها، نجلس في ظل شجرة أو بهو... مانو وشمسو يكبرانني
بعدة سنوات.. نتبادل غلتنا من الذكريات حول الأفلام الهندية علها تشفي
غليلنا، نستعيد متحها من آبار الذاكرة. أو نستعيد الأفلام في مشاهد من
الصور الفلمية (النيكاتف المظهر): انظر إلى هذه الصورة.. هل تذكر عندما
ضرب شام توأمه رام ، في فلم شام ورام..
؟ هل تذكر دارا مندار في فلم الزهرة والحجر - الذي لم أشاهده- عرض في القامشلي، فذهبوا لرؤيته، لم يكمل طريقه إلى عامودا، لمَ لم يعرض هنا؟؟.. يا أخي عرض.. أنت الذي كنت نائما في أذن الثور؟.. لا لم يعرض.. فعلاً كنت مريضاً..
أصبت بأبي صفار.. يعني المرض لم يعرف طريقه إليّ إلا بعرض الفلم؟.. تفوووو
على الحظ.. الصور الفلمية كان (برو) يقتطعها ليصلح بقية الشريط المهترئ،
برو، جاري في الحارة، خطاط شاخصات الإعلان، ومدير آلة التصوير في السينما،
التي تسمى (الشتويّة في الشتاء والصيفيّة في الصيف) حسب عمارتها المسقوفة
بالأسمنت أو المسقوفة بالسماء المزينة بالنجوم، برو يضطر إلى بتر بعض
مقاطع الشريط وقصها لإصلاح البقية: لقطة لشامي كابور وهو يمسك بيد آشا
باريخ.. لقطة لراج كابور غاضبا
ً
في حوار مع حميّه، يالغضب الهنود المدّوي، المسعور؟؟ لقطة لسيرابانو ماشية
على الجسر، لقطة لدارا مندارا هو وفيجنتي مالا على أرجوحة في فلم حلت أيام
الربيع.. ناجش كومار الشاب الوسيم الوديع في فلمه الوحيد عبادة، الوحيد
بالنسبة لجمهور عامودة على الأقل، وهو على عربة العاجز بعد المؤامرة التي
دبرها غريمه بران، بران يمثل الشرّ في الأفلام كلها
،حتى الأشرار وسيمون في الأفلام الهندية.
.. صور على مربعات صغيرة من الورق المقوّى المصقول، تباع في المحلات،
وأخرى كهدايا مع الحلويات (شكيولاته، علكة..). قصص الأفلام، سوى
الرومانسية، كانت ذات بعد اجتماعي في ذلك الوقت: طلاق، وقوع زوج في عشق
أخرى، أيتام على الطريق... أغاني الأفلام قد تصدح من إحدى النوافذ أو
المحلات
، أغنية للفلم الأخير، فتنتصب الروح كنبات، وتبسق بالموسيقى،
وتنتعش كما الأرض الجافة بمطر أول الخريف.. أما الموسيقى في الصيف، عند
عرض الفلم الهندي، فهي تملأ سماء البلدة على مسافة نصف قطرها كيلومتر
، تمتزج في العشيات بصوت الابتهالات المتعالية من جامع الشيخ أحمدي كسك، في تنغيمات شجية (الله حي، الله حي.. الله الله)، وإذا طالت مدة الفلم ساعتين ونصف كما هو مألوف، تنضم إليها أصوات بنات آوى من الحدود التركية والبساتين المجاورة، والتي انعدمت نهائياً الآن ـ فلا صوت فوق صوت المعركة ـ؟؟
في الصيف عندما يخونني الحظ في دخول الفلم، أو يمنعني أبي، يقول لي مواسياً:
ـ رح للسطح، وتفرج على أنوار ماردين!!. ماردين تبعد عدة كيلومترات عن عامودا، وهذا العرض لا يفهم إلا إذا عرف أن أبي رجل ـ لم يقهر الظلام مثل طه حسين ـ؟! كنت أتمدد على فراشي، وأتفرج على مثلث صغير من الشاشة الصيفية البعيدة، مسافة فرسخ، وأقدّر مرحلة الفلم: شامي كابور يضرب بران.. الآن شارميلا طاغور تغني.. عندما ينتهي الفلم، وتخلد البلدة إلى السكون، أنام على مخدة من نجوم، تنزل من قبة السماء التي أنام تحتها.
.. بروووووو، نصيح به،
عندما ينقطع الفلم صارخين، وعندما يعرض مشهد خلاعي، لامرأة عارية من
الأعلى فقط. نصيح: نزّزززززل برووووو.. برو لن ينزل (الكادر) فهو رجل
محترم..
إبن كشا (ابن
القسيس)، ماسح الأحذية، والذي كان يمكن له أن يتباهى بمهنته، بعد فلم ماسح
الأحذية الشهير، كان يطيل سوالفه بالبويا السوداء، موضة تلك الأيام، كان
هو الموزع الرئيس لهذ
ه
القصاصات الفلمية، يكنس ابن كشا السينما في النهار التالي، ويلمّ القصاصات
من عتبة غرفة جهاز العرض ويبيعها، أو يقايض بها الصبيان والهواة: صور
مقابل سكاكين كباس، صور مقابل جطول (نقيفات)، صور مقابل ع
صي النينشاكو ـ
أسلحة الكارتية، التي تصدّرت واجهات محلات الخردوات في القامشلي كبدعة
جديدة، أو مقابل كاميرا بعينين سحريتين تعرضان صور الحجاج والكعبة
والمشاعر المقدسة.. أو مقابل صرة لوز، أو زبيب أو تين مجفف، أو بطيخة
حمراء على السكين. يداه مصبوغتان بالبويا دوما
ً، حتى وهو يأكل صندويشاته، أو وجبات الممروقة؟؟ والمصحوبة بحساء، يثرد الخبز في الحساء، ويأكل حساءه دوماً مصبوغاً بالصباغات السوداء، ينافسه صبي آخر هو دمرتو، شقي، مشاجر، هاجر إلى السويد مثل بقية جيلنا، عندما بلغ وشبّ، بصفة لاجئ؟!!. كيف أقنع السلطات السويدية بمضطهديته، لم يكن مثقفاً ولا (سياسياً
-لا بد انه اشتكى من غروب عصر الرومانسية، فسعى إلى حياة أخرى في السويد؟ هذا أكبر اضطهاد.
إلا أن أفلام زمان بكل بساطتها وسذاجتها تتفوق بحبكتها
ودراماها، أفلام هذه الأيام الهندية المؤمركة، أفلام هذه الأيام قتل وضرب
لا غير. أفلام منسوجة على غرار هوليودي. جرعة الرومانس جفت ونضبت مثل
خنزير بلدتن
ا (اسم النهر الأحمق الغضوب) الذي أسرته تركيا وراء سد، يقال أن خنزيرنا هو السبب في الزلزال الأخير الذي أصاب تركيا؟
فروسية ورومانسية (كاسحة): عشق حتى التضحية والاستشهاد،
عشق صاف خال من الشوائب، عشق على غرار عشق بني عذرة: جميل بثينة، عروة
وعفراء.. فلم دوبدن (جسدان) والذي يعني استنتاجا
ً (قلب
واحد)، العاشق، استمر في الحب، الصديقان، الواجب، زهرة كشمير، سحاب
الربيع، الامطار المتراقصة.. هكذا كانت العناوين، في نهاية الفلم
الرومانسي مشهد وحيد عنيف، ضرب بلكمات أو بزنار أو (بمنويل) سيارة، كما في
فلم جنكلي.. ما يلبث ضرب ممثل الشر أن ينتهي بالسلام
، والتصالح والعفو عنه، أو يموت بيده أو متعثراً إلى هاوية، الألوان خلابّة بمعنى الكلمة، مشاهد من الفردوس، أبطال وسيمون، شعرهم مسرّح ومجمّد، شفاههم محمرة بالمعاجين، ووجوهم ممكيجة، شامي كابور بحركاته الراقصة، كان نجم الأفلام الهندية الأكبر، لمحته في فلم حديث، لم أعرفه لولا الشارة، سمين دهين اهتبله اللحم، وليس من رسمه القديم أثر، كان نجمي المفضل، وشرميلا تاغور نجمتي المفضلة.
***
مانو تلقّب بأبي عنتر، كان يخط بالنسخي والرقعي.. محافظه وكتبه تشبه وكالة إعلان،(أبوعنتر) مكتوبة بخط عريض،
تسوّد وجوهها، هوامش دفاتره وكتبه كلها منقّشة بلقبه أو بأسماء أبطاله
المفضلين، ماشيستي وشامي كابو ومانوج كومار.. كان مانو يتبع تدريبات لكمال
الأجسام في نادي جعفو الرياضي. اجتهد
، فانتفخت عضلات صدره وعضديه، عمله في الفرن صيفاً، كان يساعد في توريم عضلاته.. أخبرني
أن أخته قالت له عندما علق ملصق فرانكو كسباري، كزانوفا وبطل مجلات فوتو
ريما وسمر الرومانسية، في غرفته،الملصق هديّة أحد الأعداد: صورتك حلوة يا
مانو.. أكدّت له أنا : أنت فعلا تشبهه لولا حبّ الشباب؟. شمسو بائع شراب
الليمون المثلج، صاحبنا الثاني يناوب عن أبيه في محلة الأقمشة في
القيلولة، ويبيع شراب الليمون و البرتقال الحامض بعد مزجه بكمية من الثلج
المبروش الذي يؤكل بالملعقة..علبة حديدية مخروطية في أسفلها أسنان منشارية
تجرف الثلج إلى داخلها مثل فارة النجار، يصبها في الكأس ويسكب عليها شراب
الليمون ، حصتي كانت مميزة دوما ..هو الآخر كان يدعي الشبه بمانوج كومار
كان مانو، الوحيد على خمس بنات كل ليلة يتأبط دفاتره وكتبه فيسأله:

- أبوه إلى أين ؟:
- إلى الأصدقاء للدراسة
والأصدقاء هم نجوم السينما الهندية !! صداقة من طرف واحد،
والدراسة هي مشاهدة أو استذكار الأفلام وشجونها؟ يذهب إلى نادي عفدي
المتاخم للسينما الشتوية حيث يمكن أن يلعب دورا أو دورين في لعبة (البفوت)
، وهي لعبة يلعبها لاعبان، كل لاعب يحرك أحد عشر لاعباً خشبياً
مقيد القدمين، كل فريق يدافع عن مرماه، على منضدة بارتفاع الخصر، تمثيل
لكرة قدم يلعبها خصمان، والكرة من البلاستيك الصلب. أو يلعب البنغ بونغ مع
غريمه العتيد كردو يختمها بمشاهدة الفلم، وهو محترف قلّما يخسر، عنده ظهير
أيمن عجيب، أمرد من ماردونا، يخطف الكرة ويلولبها وهوووووب في المرمى؟ الخاسر يدفع ثمن الدور. يدخل إلى السينما وبيده صندويشة العشاء، وهي من الكباب الساخن أو السوداء (المعلاق أو الكبد) التي يشويها "جتا" الحلبي على الجمر، والمرفقة بكمية من السلطة (البيواظ) والمتبلة بسمّاق حامض، حيث يمكن أن يتمتع بالفلم ببطن شبعان.. أفلامنا الهندية القديمة كانت دسمة، تفوح منها رائحة الشواء؟ مانو يجلس في الصالة غالباً، الصالة أرخص من اللوج. الصالة فيها أصحابه، ويمكن أن يصفر و(يتظاهر) على كيفه. مقاعد اللوج مجلّدة، خضراء، ومرقمة، وليست مثل مقاعد الصالة الخشبية، المصنوعة كيفما اتفق، والتي يمكن أن تزدحم إلى درجة مزعجة، الأفلام الهندية،
يباشر بالإعلان عنها قبل فترة أسبوعين أو شهر، حيث توزع ملصقات على أهم
زوايا ومحلات البلد. في يوم العرض تتكدّس النظارة على كوة بيع البطاقات
الحديدية، في السينما الصيفية أو على غرفة السينما الشتوية
، وهي غرفة مستقلةّ يبيع فيها الموظفان العتيدان: جيرالو وعصامي، البطاقات. عصامي كان أيضاً من هواة كمال الأجسام/ وأحد أعضاء نادي جعفو الرياضي، يبيعان البطاقات من وراء طاولة.. ثم يقفان أمام باب السينما لتبدأ معركة الدخول العويصة، إذا كان الفلم هندياً، أو فلم رعاة بقر. الذين ليس لديهم ثمن التذكرة كاملاً، يمكن أن ينتظروا إلى حين انقضاء دقائق من الفلم، ويتوسلوا جيرالو في إدخالهم بنصف ليرة أو أقل (ثمن التذكرة اثنا عشر قرشا).. جيرالو يصيح ناصحاً: حرام تضيعوا نقودكم على السينما.. روحوا كلوا كباب "جتا" أحسن لكم من الفلم.. كنا نريد أن نأكل الأفلام بأنياب وأضراس أعيننا. أما البطن فأي سخام يملؤه؟ أعجب الأعاجيب هو يونس الحكيم، الذي صار صديقاً بعد أن كبر، ويكتب الشعر، إبن شقيقة مدرب مادة التربية العسكرية العنيف، بشير.. بشير، رحمه الله، صفع تلميذاً فأصمه!! هذا ما أشيع عنه؛ مدربو مادة التربية العسكرية كانوا قساة تلك الأيام، في هذه الأيام احتكر القسوةَ الأمنُ، قسوة بلا نظير، مهنتهم القسوة والتعذيب!!.. دارة الحكيم ملاصقة للسينما الصيفية، ويزهد في مشاهدة الأفلام؟! أعجوبة لا تصدق؟
وقع مانو أبو
عنتر في حب صبيتين دفعة واحدة كما شامي كابور في حب تلميذتيه (لاكشمي
ورادها) في فلم الأستاذ، والذي عرض في أربعة أيام عيد الأضحى الأعياد..
كما يقاس الزلزال بريختر والمسافة بالذراع والحب بنبضات القلب، كنا نقيس
سعادة العيد بالأفلام الهندية.. وقع أبو عنتر فيهما إلى
وغرق في حبهما،
وهما ابنتي أمين سر مدرسة الغزالي، الموظف الشامي المنتدب من الوزارة إلى
بلدتنا. يلحق بهما وقلبه يغني أغنية هندية (جيكا مي جيكا.. ابني سافاري..
ساري مي نيكلي..) يقلّد مشيّة الكبرى ضحى، فعلا
ً إنها تمشي هكذا، يقول لي مستحلّفا: بربك ألا تشبه سادهانا، إنها مثلها تماما، سها أختها أيضاً جميلة، أسماء حلوة لا عهد لنا بها مثل مشيتهما المتكسرة.. مشية الخيزلى (مشية الكواعب الرعابيب، الأعاريب،.. أو مشية عارضات الأزياء التي فضّل عليها المتنبي مشية الهيذبى ( مشية الناقة)؟؟ يصطفي المتنبي ماشاء من المشيات؟ هو حر؟ ومانو حر أيضأ؟
تضايقت منه البنتان فشكتاه إلى أبيهما. الأب اشتكى للشرطة.. الشرطة، ما
أودع السلطة تلك الأيام؟؟ حتى الشرطة كانت رومانسية، حذرته الشرطة
، فانعطف عنهما إلى بنت بلد تشبه فيجنتي مالا.. يحوم حول دارها، ويلحق بها عند العودة من المدرسة، والبنت لم تكن قد رأت في حياتها فلماً، ولا تحب الموسيقى الهندية، ولا تفهم جيكا مي جيكا،
ولم تقرأ مجلة عاطفية، أو ربما كانت (تشوف) نفسها على هذا الزقاقي
الصعلوك.. وبّخته فلم يتعظ: يمتنعن وهن الراغبات، يبدين غير ما يظهرن.. في
النهاية يلنّ
، كما معظم
الهنديات في الأفلام. نتيجة الحمّى الهندي كانت دامية ودرامية. فقد تربص
به أخوها و ابن عمها وطعنوه سبع طعنات بسكين قصيرة النصل (يعني
أقل من طعنات يوليوس قيصر بنسبة الربع) حتى لا يموت ويبتليا بقتله، وبطحاه على الأرض وتركوه ينزف، وهربا، بقي مانو في الفراش هلالاً، وكف عن ملاحقة البنات نهائياً،
بات يحب من طرف واحد كما راجندركومار في فلم سانغام. بعد البكلوريا، ذهب
إلى العسكرية - وما يسمى بلغة المؤسسات الرسمية (خدمة العلم) - و ذهبت
ُ أنا إلى الجحيم، وانقطعت الأخبار عقداً كاملاً أو اكثر.
مجلة سعد
كنت أقطع ثلاثين كيلومتراً من عامودا، لاشتري مجلة سعد للأولاد،
الكويتية الحديثة.. لم تكن تستهويني؟ مجلتي المفضلة كانت تان تان، أغافل
أهلي وأسافر إلى القامشلي، وأنا في ذلك السن، والسبب أن مجلة سعد كانت
تعرض في إحدى صفحاتها أفلام الأسبوع المعروضة في دور السينما الكويتية؟
أقرأ اسم الفلم، وأدقق في ملصقه، أسماء أبطاله.. أتخيل قصته، المجلة تصل الأربعاء إلى عامودا، والأثنين أو الثلاثاء إلى القامشلي.. أحياناً أغنم الأجرة، فالجابي غالباً ما يظنني (مع أحد الأباء). الأجرة تكفي رؤية فلم هندي، أسافر إليها في الباص الاثنين، من أجل عناوين الأفلام الهندية فقط لا غير؟
الحمى الهندية كانت فاشية، صديقنا ديدار سمّاه أبوه على
اسم بطل أحد الأفلام الهندية، إعجابا منه بتضحية بطل الفلم في سبيل
حبيبته، لمّا زارنا أولاد عمي بعد قطيعة طويلة، سببها رفض أبي تزويج ابن
عمي من أختي، احتفلنا سوي
اً بمشاهدة فلم أمسية في باريس.
الفردوسي
هبط
علينا الفردوسي، في أوائل السبعينات، الشيخ المتصوف وكيل الطريقة
الفردوسية من جبال تركيا، جاء في قافلة باصات هو ومريديه من المتصوفة
الخشنين الذين يشبهون البودي غارد في أيامنا، يدحمون ويفسحون الطريق (لقدس
سره). جاؤوا. أقام أياما
ً ثلاثة في بلدتنا، قامت البلدة ولم تقعد، وعظ أهل البلد في جامعها الكبير، فتاب بتأثيرها جل مسلمو أهل البلدة على يده شباباً وشيوخاً وأطفالاً، تبنا نحن الصبيان عن ذنوب لم يتح لنا الزمن بعد بارتكابها.
فالذنوب تبدأ عند دوران المياه في الخصى، عندما دارت هجمت علينا المعاصي،
مصحوبة بهدير الصوفي ماركس والشيخ سارتر؟ ومريده الأشهر كولن ولسون؟

- هل سيكون في الجنة سينما هندية يا صوفي؟؟
- سينما يا زنديق!!
- إذا كان فيها أفلام هندية فسأتنسك في مغارة؟!
لم يصل طموحي إلى اكثر من آلة عرض خاصة شخصية، أتمتع فيها بفلم يومياً، في البيت، الآن في بيتي ثمانمائة قناة تلفزيونية ولا (أتمتع) إلا بالأخبار وعالم الحيوان.
بقايا عصر الرومانسية الآفل
البيطار للفيديو في حلب، يبيع الكثير من (سيديات) الأفلام الهندية القديمة، أكثر المشترين من الأكراد. "بعضهم يرسل إليّ من السويد طالباً أفلاماً، فاشحنها لهم". هكذا قال جورج البيطار.. كنت طلبت من البيطار فلم (عبادة).. كنت أريد أن أستعيد
به ذكريات مرافقة، عدت بعد شهر إلى حلب فاعتذر: صورنا نسخ عشر ونفذت؟؟ طلب
من ابنه نسخ ست نسخ جديدة.. أحضرت فلمين قديمين (الزهرة والحجر) و(سانغام)
.. تفرجت عليهما في عشر دقائق؟!

في بلدنا شابان لديهما
مكتبة من أفلام السينما الهندية قلّ نظيرها في الشرق الأوسط برمته!!
المهندس المدني عمران يذهب إلى القامشلي ويعود وفي جيبه ووك مان يسمع فيها
الأغاني الهندية!! ولديه ستة وثلاثين فلما
ً
من (عيون) الأفلام الهندية. دلو (لاوي حجي قمحيا) يتفرج على القمر الهندي
فقط، القمر لا يتحرك، ثابت هناك، ذراع المحرك مصدئ عند الهندي. تثبت
وجدانه، هناك، تعطل الزمن عند شامي كابور واشا باريخ.. أحيانا
ً يتحرك الستلايت إلى القناة الأوربي من أجل (الشكلا؟!) ثم ما يلبث أن يعود إلى الهندي، الآن القنوات الهندية موجودة على الهوت بيرد لا حاجة لبرم الصحن.. انهم (الديناصورات) القليلة الباقية من عصر الرومانسية المغدور.
أغاني مهنّدة
فوجئت بأديب عربي اسمه رشاد أبو شاور، يحبّ الأغاني الهندية مثلي، يسمعها وهو يكتب، أنا أحب ألواناً منها، وأحب رؤيتها، لا سماعها، عموماً،
هاهي الأغاني العربية تتصاهر مع الألحان الهندية (وغيرها) في عصر العولمة،
هاهو هشام عباس يغني أغنية مهندة (ناري ناري.. ناري من جمالو) مطربة
خليجية أخرى، اسأل زوجتي عن اسمها.. نسيت اسمها- ربما لأنها لا تطيق
الأغنية التي
أحبها - تغني أغنية مهنّدة اخرى ( يا غالي شغل بالي)؟ سقى الله أيام كانت سيوف العرب هي المهنّدة؟!
مصائر هندية لحيوات واقعية؟!!
أحمد صوفي يونان، جاري، بيته لصق بيتي، يفصل بيننا الشارع المتعامد مع النهر، كنا نعود سويّة من السينما: صحبة بدون شجن كبير، أصبح من هواة السينما مؤخراً، العودة المشتركة المتحدة كانت تهوّن علينا هجمات الكلاب التي تستغلّ خلو السوق، وتجتمع على مخلفات القصابين، هو الوحيد الذي لم يخلُ مصيره من نازع هندي، فوجئت عندما سمعت أنه
مسجون بتهمة الانتماء إلى حزب يساري، معظم أبناء الطبقة الدينية المحافظة
نزعوا إلى الفكر اليساري؟ وفي الآونة الأخيرة تحولوا إلى العصبية ****ة
بعد ذبول الفكر اليساري
، وسقوط السوفيات، لم تسعف أحمدي أجنحته الشمعية المصنوعة في بوليود في النجاة والهرب!! حاصله أن أحمدي صوفي يونان سجن تسعة أعوام وخرج، التقينا مصادفة، تبادلنا التحية، كان مسعود البارزاني وقتها في زيارة إلى القامشلي، انخرطنا أنا وهو في زحمة الجماهير بدافع الفضول، قال لي: لم يجتمعوا من أجل البارزاني بعينه، كانوا سيفعلون مع أي سياسي كردي.
(نجاتو) الذي كان يسرق مجلات تان تان من أحمدي سرختي، عند معاونته في العمل، ويبيعها لي بسعر أحدده، يقول في المرة القادمة أسرق لك (سر الكرات البلورية السبع).. لا تفعل.. موجودة عندي.. اسرق لي المجلد الكبير. فيه أربعون عدداً
من تان تان المسلسلة. يقول: صعب.. هذا لا يوضع تحت الزنار.. فيسرق لي (تان
تان في التيبت)، اشتريها كنسخة ثانية، نسختي كانت ممزقة الغلاف. ابن كشا،
هو الوحيد الذي انتهى مصيره هنديا
ً
كأحزن ما يكون. مات ابن كشا على الرصيف في يوم بارد، مات بجانب صندوق مسح
الأحذية.. مات وفي يده رزمة من الأفلام. مات من كثرة لحسه البويا السوداء؟
مات من البرد، مات من الجوع، مات من (الأمن)... رحمك الله يا ابن كشااا...
عفوا أنا
أخلط بين الخيال والواقع.. عذراً. السينما الهندية خلبت مخي.. انتهى ابن كشا إلى مصير سكري، لجأ مثل بقية أبناء جيلي إلى أوربا، هو يعيش حياة رغيدة،
ويرسل التحيات إلى أهله بكاستات الفيديو؟ انه الآن بطل أفلام فيديو بلا
كليب وبلا دراما؟ لكنّ شعره في الكاسيتات مسرح على الطريقة الهندية مثل
تسريحة بران في فلم (ارزو).

في الفترة الأخيرة أصابتني حمّى البحث عن أصدقاء الطفولة، وربما يكون مردها أيضاً النيكوتين الهندي؟؟هذا طبيعي لمن تربى على رضاعة الميلودراما من ضروع بوليود.. قيم الإخلاص والوفاء وتراجيديا القدر.. تعبت بحثاً عن دار مانو، العمران الأسمنتي شوّه الحارة، عثرت على داره أخيراً، دخل الشاب أخوه ، الذي ولد في غيابي، وناداه: أصدقاء لك؟
دخلنا أنا وعبد اللطيف صاحب كتاب (نحت مدينة عامودا).. جاء وسلم.. لم يعرفنا، فعرفته بنفسي، فعمل ذهنه بعض الارتجاعات.. استقرت كرة ذاكرته الزئبقية عند شمال الماضي المغناطيسي:
- أنت جوكو؟؟
- نعم، أنا.. جوكو
تبادلنا العناق والاحضان وجلسنا:
- ألا زلت تحب الأفلام الهندية؟
- البارحة اتصل شمسو ليبلغني بعرض فلم سوراج على قناة
الشباب العراقية (والتي كانت لعدي صدام حسين، تعرض القناة الفلم، وتقول
تحتها: هدية من مركز الفيديو الفلاني) يعني صدقة لقناة عدي ابن فارس العرب
وحارس البوابة الشرقية!! سبحان مغير الاحوال والجيوب؟

أبو عنتر لم يعد وحيد أبيه إذا؟ لم يعد من عنتر في شخصيته من أثر، هو الآن رئيس وردية في الفرن المركزي في البلد، متضايق من المرتبة الوظيفية.. يحب أن يكون عاملاً عادياً، رئاسة الوردية تجلب له وجع رأس، فعناصر الأمن لا يدفعون. يأتون، لا يقفون على الدور، يقتحمون، ويأخذون ما يريدون من خبز.. يقول باكتشاف المنبهر واليائس: الأمن يسرقون يا رجل؟؟ اشتكى لرئيس المنطقة، عندما زار الفرن في إحدى المناسبات.. وترجاه في إعفائه من (منصبه). رئيس المنطقة طبطب على كتفه، وقال: "ولا يهمك..
ولكنه مهموم، عندما يبدأون بمكافحة الفساد أروح أنا فيها، الضعفاء فقط
يسقطون حسب نظرية دارون في مكافحة الفساد والاصطفاء غير الطبيعي؟ عن
أذنكم.. سأصلي وأعود؟

شمسو، أحب ابنة الآغا، وعندما تزوجت من ابن آغا آخر، لبس المسوح وشرد هائماً على وجهه؟؟ عفواً لا زلتُ أهذي بسبب الحمى الهندية.. فشمسو تزوج بنت عمه.. مصير عادي لجزراوي، أنا الوحيد من بينهم انتهيت إلى مصير تشيخوفي، لا يخالطه خالط، مثل مصير الخنزير (اقصد النهر)، انتهيت موظفاً صغيراً في شركة (من المحيط إلى الخليج، لانتاج اللبّان والعلوك). في الوظيفة غالباً لا فرق بين كبير وصغير، الكل صغار، انتظر آخر الشهر، أنتظر الراتب السيزيفي، فتكبر كرة ثلج الديون المتدحرجة؟ أحاول أحياناً أن أبيّن للزملاء: يا جماعة هذه شمس وليست كرة قدم؟ ينظرون إليّ مندهشين وينبحون؟ لا يفهمونني.. أنبح مثلهم فيفهمون علي؟؟ خبراء أجانب كثيرون،
متعاقدون تعاملت معهم شركتنا، حاولوا أن يقولوا ما قلته: يا جماعة هذه شمس
وليست كرة بينغ بون، فتأخرت حساباتهم، نحن الآن في عصر السرعة، السرعة في
بلادكم، في
أوربا، أما
بلادنا ففي معركة مع الصهيونية؟، نريد فواتيرنا يقول الفرنسيون.. تحصلونها
بالنباح، وقّعوا.. يوقعون عشرات التوقيعات، هكذا نحن.. لا نفهم إلا بلغة
المكاتب، التوقيعات.. التوقيعات.. هذه هي الأصول.. ستقبضون في العام
القادم، لدينا جرد سنوي، ولكن الجرد في آخر السنة
، وليس في كل السنة.. نحن نجرد.. لدينا إصلاحات إدارية؟! يقول الخبير الأمريكي في العلكة مستغرباً بيروقراطيتنا: أوه ه ه ماي غاااد...كم تستهلكون من الورق؟!
مصادفة هندية قدرية يا الله. أرجوك.. مضت الرومانسية بلا بديل... أرسل لنا مصادفة، غيّر لنا قليلاً في هذا السكون الصلد، الحجري، دوّر لنا عقارب ساعاتنا،
نحن مشلولون، نحن دود في هذه (الأوطان)، الفعل كله لك، والأمر لك؟!! بشرى
هاهي البيروستريوكا السوفيتية.. رياح التغيير آتية: هكذا يقول الخبراء
السياسيون.. مضت ولم تؤثر!! جاءت في العارضة؟.. (مصادفة) أخرى يا إلهي.
حرب الخليج الأولى.. الثانية..
، 11 أيلول.. مرت سنتان على أيلول البرجين التوأمين، أنقاض البرجين تتناثر،
وهاهي تتساقط علينا، يقولون أن العالم العربي سيتغير!! الساسة الأمريكان
يتحدثون عن الشرق الأوسط الكبير، يبشروننا بالديمقراطية، ديمقراطية في
كبسولات وتحاميل وحقن ؟؟ لا بديل عن الرومانسية غير الديمقراطية!!..

- يقال أن الشيطان الأكبر (سيفتح) عراقاً آخر يا دلو!!
- أهلا ًبه.. التحرر منه أسهل من لجم (بران) الاستبداد الشرقي؟!
هل سنراها قبل أن نموت، هل سنرى الديمقراطية؟؟ رحماك يا رب، يا رافع السماء بلا عمد،
ومنشئ العالم العربي بلا ديمقراطية.. لتتغير بلادنا التي (أغفت على ربوة
حالمة بالمجد والغار).. لتتغير حتى ولو إلى... الوراء؟‍‍‍‍‍‍
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rohlatmusic.yoo7.com
 
الشجن الثقافي الكردي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفنانة التشكيلية أمل جزيني الدراسة : المركز الثقافي الروسي - دورة خاصة عن الرسم في ايطاليا في اكاديمية روما
» الفنان الكردي داوود عدواني
» زردشت .....النبي الكردي المنسي
» حوار مع نجم الهيب هوب الكردي سرحدو
» صور الفنان الكردي شفان برور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روهلات للموسيقا ترحب بكم :: ***الأدب والفلكلور والتراث الكوردي***-
انتقل الى: